طيف التوحد

نظام غذائي لأطفال التوحد وطرق علاجية أخرى

نظام غذائي لأطفال التوحد وطرق علاجية أخرى: اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة نمائية تؤثر على التواصل والسلوك الاجتماعي، وتختلف شدته من طفل لآخر.
مع تزايد الوعي بالتوحد، بدأ الخبراء يبحثون في العوامل التي يمكن أن تحسن من حالة الأطفال، ومن أبرز هذه العوامل: النظام الغذائي المناسب.

في هذا المقال، نستعرض لك بالتفصيل نظام غذائي لأطفال التوحد وأهم الطرق العلاجية الأخرى المساندة، لتحسين جودة حياة الطفل وتنمية قدراته.


أهمية التغذية في إدارة التوحد

تشير الدراسات الحديثة إلى أن التغذية تلعب دورًا محوريًا في تحسين أعراض التوحد.
بعض الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، أو لديهم تحسس غذائي معين قد يزيد من حدة الأعراض.

اتباع نظام غذائي صحي لأطفال التوحد قد يؤدي إلى:

  • تحسين السلوك العام.

  • زيادة التركيز والانتباه.

  • تخفيف أعراض الجهاز الهضمي كالإمساك أو الإسهال.

  • دعم نمو الدماغ والجهاز العصبي.


نظام غذائي مقترح لأطفال التوحد

1. حمية خالية من الغلوتين والكازين (GFCF)

من أكثر الأنظمة الغذائية شهرةً في التعامل مع التوحد هي الحمية الخالية من:

  • الغلوتين: بروتين موجود في القمح والشعير.

  • الكازين: بروتين موجود في منتجات الألبان.

لماذا هذه الحمية؟
يعتقد أن الغلوتين والكازين قد يسببان تفاعلات التهابية أو حساسية تؤثر سلبًا على السلوك العصبي لدى بعض الأطفال.

أطعمة مسموحة:

  • الخضروات والفواكه الطازجة.

  • اللحوم الطازجة غير المعالجة.

  • بدائل الحليب مثل حليب اللوز أو حليب جوز الهند.

  • الحبوب الخالية من الغلوتين مثل الأرز والكينوا.

2. تقليل السكريات المصنعة

الإكثار من السكر قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية وزيادة فرط النشاط لدى الأطفال.
لذلك ينصح بالابتعاد عن:

  • الحلويات الصناعية.

  • العصائر المحلاة.

  • المشروبات الغازية.

والاعتماد بدلاً منها على:

  • الفواكه الطازجة أو المجففة بدون إضافات.

  • العصائر الطبيعية الطازجة بدون سكر مضاف.

3. زيادة الأحماض الدهنية أوميغا 3

أوميغا 3 تلعب دورًا حيويًا في دعم صحة الدماغ وتحسين التواصل العصبي.
مصادر طبيعية لأوميغا 3:

  • الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين.

  • بذور الكتان والشيا.

  • مكملات زيت السمك (بإشراف طبي).

4. دعم صحة الأمعاء بالبروبيوتيك

الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا ما يعانون من مشكلات هضمية، لذا فإن البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) قد تساعد في تحسين الهضم وتعزيز المناعة.

مصادر طبيعية للبروبيوتيك:

  • الزبادي النباتي الخالي من الكازين.

  • مخلل الملفوف الطبيعي.

  • مكملات البروبيوتيك الخاصة بالأطفال.


نصائح عامة لتنفيذ النظام الغذائي

  • الانتقال التدريجي: لا تغير النظام الغذائي دفعة واحدة، بل بشكل تدريجي لتسهيل التكيف.

  • قراءة الملصقات الغذائية: للتأكد من خلو الأطعمة من الغلوتين أو الكازين.

  • الاستشارة الطبية: قبل تطبيق أي حمية غذائية، يجب استشارة طبيب أطفال أو أخصائي تغذية علاجية.

  • التحلي بالصبر: قد يستغرق الأمر أسابيع لرؤية تحسن ملحوظ.


طرق علاجية أخرى داعمة لأطفال التوحد

1. العلاج السلوكي التطبيقي (ABA)

العلاج السلوكي التطبيقي يعد من أنجح الأساليب العلاجية المدروسة لتحسين مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي عند أطفال التوحد.

يتضمن:

  • تعزيز السلوكيات الإيجابية.

  • تعليم مهارات جديدة خطوة بخطوة.

  • تقليل السلوكيات السلبية عبر التكرار والمكافآت.

2. العلاج بالجلسات الوظيفية والنطق

  • العلاج الوظيفي: يساعد الطفل على تحسين المهارات الحركية الدقيقة والاعتماد على النفس.

  • علاج النطق: يركز على تحسين مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي.

3. العلاج بالتكامل الحسي

بعض أطفال التوحد يعانون من حساسية مفرطة أو نقص الحس تجاه بعض المؤثرات الحسية.
جلسات التكامل الحسي تساعدهم على:

  • التأقلم مع الأصوات، الروائح، الملمس.

  • تحسين التركيز والاستجابة الحسية.

4. دعم بالجلسات النفسية الأسرية

العلاج لا يقتصر على الطفل فقط، بل يشمل دعم الأسرة بالكامل:

  • تقديم جلسات إرشادية للأبوين حول كيفية التعامل مع التحديات اليومية.

  • بناء بيئة منزلية آمنة ومستقرة للطفل.


دور المكملات الغذائية في علاج التوحد

إلى جانب النظام الغذائي، قد يوصي الأطباء ببعض المكملات الغذائية التي أثبتت فعاليتها في دعم صحة الأطفال المصابين بالتوحد، مثل:

  • فيتامين D: لتحسين المزاج وتقوية المناعة.

  • مغنيسيوم وزنك: لتحسين النوم وتقليل القلق.

  • فيتامين B6 ومكملات B-complex: لدعم الوظائف العصبية.

يجب أن تكون المكملات تحت إشراف طبي صارم لتجنب أي آثار جانبية.


خلاصة

اتباع نظام غذائي صحي ومناسب لأطفال التوحد يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياتهم اليومية، خاصة عندما يُدعم بطرق علاجية شاملة مثل العلاج السلوكي وعلاج النطق.
الأهم هو فهم أن كل طفل مختلف، وما يناسب طفلًا قد لا يناسب آخر، لذلك يجب اتباع نهج فردي مرن مع استشارة الخبراء بشكل مستمر.

بتقديم التغذية السليمة، الرعاية النفسية، والدعم الأسري، يمكن مساعدة أطفال التوحد على تحقيق أفضل إمكاناتهم والاستمتاع بحياة أكثر جودة واستقلالية.

gehad elmasry

أخصائية تخاطب وتعديل سلوك, حاصلة على دبلومة في طرق التدريس, ودبلومة في التربية الخاصة, وحاصلة على ليسانس في اللغة العربية من جامعة الازهر الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى