ما هو النقرس الكاذب؟
النقرس الكاذب: يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل صحية مختلفة، منها مرض النقرس الذي يصيب المفاصل ويسبب ألماً حاداً، ولكن وجود مرض معروف بالنقرس الكاذب قد يخلط الأمور. في هذا المقال، سوف نستعرض تفاصيل النقرس الكاذب وأسبابه الرئيسية.
ما هو النقرس الكاذب؟
يُعرف النقرس الكاذب باسم “التهاب مفاصل النقرس الكاذب” وهو حالة صحية تسبب ألماً في المفاصل يشبه ألم النقرس، ولكن لا يوجد ترسب بلورات اليوريك الغير قابلة للذوبان في المفاصل. ويمكن أن يؤدي النقرس الكاذب إلى التهاب المفاصل وتورمه.
أسباب الإصابة بالنقرس الكاذب
لا تزال الأسباب الدقيقة للنقرس الكاذب غير معروفة، ولكن من المعروف أنه يمكن أن يتطور في الأفراد الذين يعانون من بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي. كما أنه يمكن أن يكون ناتجاً عن بعض الأدوية، مثل مشتقات بنسلين وبعض العقاقير المضادة للسرطان.
يمكن التمييز بين النقرس الحقيقي والنقرس الكاذب بجدول المقارنة التالي:
النقرس الحقيقي | النقرس الكاذب | |
---|---|---|
الترسبات الكريستالية | ترسب بلورات اليوريك الغير قابلة للذوبان في المفاصل | لا توجد ترسبات بلورات اليوريك في المفاصل |
الأسباب | اضطرابات في تكوين وإخراج حامض البوليك يؤدي إلى تسريع ترسيب بلورات اليوريك | لا تزال الأسباب غير معروفة، ولكن يمكن أن يكون ناتجاً عن بعض الأمراض المناعية وبعض الأدوية |
الأعراض | ألم حاد وتورم في المفاصل | ألم في المفاصل يشبه ألم النقرس بدون ترسب بلورات اليوريك |
أعراض النقرس الكاذب
أعراض النقرس الكاذب الأساسية
يسبب النقرس الكاذب ألمًا شديدًا في المفاصل، ويشبه الألم الذي يعانيه المصابون بمرض النقرس الحقيقي. ويظهر الألم في المفاصل دون وجود أي ترسبات بلورات اليوريك، كما يمكن أن يصاحبه تورم واحمرار في المفاصل. وتختلف الأعراض تبعًا للمفصل المصاب، حيث يمكن أن يتأثر المفصل الأصابع، الكتف، الركبة، القدم والكاحل وأماكن أخرى من الجسم.
أعراض النقرس الكاذب المرافقة
تتضمن الأعراض المرافقة للنقرس الكاذب تشنجات العضلات، وضعف عضلات الجسم، والإصابة بالحمى، وصعوبة في التحرك. كما أنه قد يتسبب في بعض الأحيان في ترسب المادة الصلبة داخل الأنسجة المحيطة بالمفصل المصاب، مما يجعل الحركة في هذه المناطق صعبة.
ينبغي أن يستشير المصاب الطبيب في حالة الشعور بأي من هذه الأعراض، حتى يتم تشخيص الحالة بشكل صحيح واتخاذ العلاج المناسب.
عوامل الخطر للإصابة بالنقرس الكاذب
العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بالنقرس الكاذب، حيث يكون المريض عرضة لتعرض الجهاز المناعي للهجوم الذاتي على المفاصل والأنسجة الطريّة المحيطة بها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض شديدة ومؤلمة.
العوامل الغذائية والحمية الغذائية
يمكن أن تؤدي الحمية غير الصحية وتناول بعض الأطعمة والمشروبات إلى زيادة خطر الإصابة بالنقرس الكاذب. ومن أبرز هذه الأمور:
- اللحوم الحمراء والمشاوي والأسماك الدهنية
- الكحول وخاصةً البيرة
- المشروبات الغازية والتي تحتوي على السكريات الزائدة
يجب مراجعة الحمية الغذائية والتخلص من النمط الغذائي السيئ، حتى يتم تقليل خطر الإصابة بالنقرس الكاذب.
لا تزال البحوث جارية لتحديد أسباب تطور النقرس الكاذب بشكل أكبر، لكن العوامل الوراثية والغذائية تعد من العوامل المؤثرة والتي تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة. يجب الحرص على إتباع حمية صحية وعدم التعرض للعوامل المؤثرة في ظهور هذه الحالة، وفي حال ظهور أي من الأعراض السابقة ينبغي مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
التشخيص والفحوصات المساعدة للنقرس الكاذب
أساليب التشخيص المختلفة
يعتمد تشخيص النقرس الكاذب على التاريخ الطبي للمريض والأعراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى الفحص السريري والعيادي. قد يتطلب التشخيص إجراء بعض الفحوصات المخبرية والتصويرية، مثل:
- أخذ عينة من سوائل المفاصل المصابة ودراستها في المختبر
- فحص ظهور بلورات الحمض الأوريك في عينة من السائل المفصلي
- إجراء صور شعاعية للمفاصل المصابة لتحديد وجود أي تغييرات في العظام والمفاصل
- إجراء فحوص أشعة رنين مغناطيسي (MRI) للمفاصل المصابة لتحديد درجة تعرضها للتلف أو الإصابة.
فحوصات الدم والبول والأشعة التداخلية
قد يتم إجراء فحوصات الدم والبول كجزء من التشخيص، حيث يتم فحص مستويات حمض البوليك والكرياتينين في الدم والبول. كما قد يتم إجراء فحص الأشعة التداخلية، وهو فحص يتضمن حقن الصبغة داخل الوريد، ثم التقاط صور للمفاصل المصابة باستخدام جهاز الأشعة السينية، لتحديد درجة الالتهاب وتقييم الضرر الذي لحق بالمفاصل.
تعد هذه الفحوصات المساعدة مهمة جداً في تحديد التشخيص ووصف العلاج المناسب، لذلك ينبغي الاستشارة بالطبيب في حالة ظهور أي أعراض تشير إلى الإصابة بالنقرس الكاذب.
العلاجات المختلفة للنقرس الكاذب
العلاج الدوائي
يهدف علاج النقرس الكاذب إلى تخفيف الألم والتورم، وتقليل خطر حدوث النوبات المتكررة. يتم تحديد نوع الدواء وجرعته وفقًا لحالة كل مريض، وقد تشمل الأدوية المستخدمة:
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير الستيرويدية لتخفيف الألم والالتهاب.
- الكولشيسين للحد من تكاثر الخلايا التي تسبب الالتهاب وتقليل التورم والألم.
- المثبطات الحيوية للمناعة مثل الميثوتريكسات لخفض حدة الالتهاب ومنع تكرار النوبات.
- الكورتيكوستيرويدات مثل الكورتيزون لتخفيف الألم والالتهاب وتحسين حركة المفاصل.
التغذية والنصائح العامة
تشمل النصائح العامة الوقاية من الأمراض الأخرى التي تؤثر على المفاصل مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المريض بالنقرس الكاذب تغيير نمط حياته الغذائي واتباع نظام غذائي صحي، وذلك للحد من حدوث النوبات المتكررة، ويمكن تضمين النظام الغذائي للنقرس الكاذب على النحو التالي:
- تقليل استهلاك اللحوم المحمرة والأسماك والمأكولات الغنية بالحمض الأوريك.
- زيادة استهلاك الماء والسوائل لتسريع عملية إخراج الحمض الأوريك من الجسم.
- تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والأغذية المنخفضة بالدهون.
تعتمد علاجات النقرس الكاذب على التشخيص والحالة الصحية للمريض، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو إجراء أي تغيير في النمط الغذائي.
الوقاية من النقرس الكاذب
تغذية سليمة وصحية
يهدف الوقاية من النقرس الكاذب إلى تجنب حدوث النوبات والتخفيف من أي أعراض مصاحبة، ولتحقيق ذلك يجب الالتزام بتغذية صحية وسليمة. يمكن تضمين التغذية الصحية للنقرس الكاذب على النحو التالي:
- تجنب تناول الوجبات الغنية بالحمض الأوريك مثل اللحوم الحمراء والأسماك والمأكولات الغنية بالدهون.
- زيادة شرب الماء والسوائل لتسريع عملية إخراج الحمض الأوريك من الجسم.
- تناول الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والأغذية المنخفضة بالدهون.
تجنب العوامل المسببة والمسببات المرافقة
يجب الحرص على تجنب العوامل المؤدية إلى الإصابة بالنقرس الكاذب ومنها السمنة وارتفاع ضغط الدم. كما يجب السيطرة على مرض السكري وتجنب التعرض للبرد الشديد والتوتر النفسي والتدخين، كما يمكن تجنب التعرض للإصابة بالنقرس الكاذب باتباع بعض النصائح المفيدة مثل:
- تجنب تناول الأدوية المؤثرة على مستويات الحمض الأوريك في الجسم مثل الديوريتكات.
- عدم تناول الكحولية بكميات كبيرة.
- الحفاظ على وزن صحي عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم والتغذية السليمة.
يجب على المريض بالنقرس الكاذب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو تبني أي تغيير في النمط الغذائي، حتى يتم تحديد التشخيص والحالة الصحية العامة للمريض وتحديد العلاج الأنسب له.
النقرس الكاذب والاضطرابات المرتبطة به
يرتبط النقرس الكاذب بعدة اضطرابات صحية، ومنها أمراض القلب والسكتة الدماغية. ويعزى ذلك إلى الحصول على معلومات غير صحيحة عن النقرس الكاذب، كما ويعتبر السمنة و ارتفاع ضغط الدم من أبرز العوامل التي تزيد احتمالية الاصابة بالنقرس الكاذب واضطراباته المصاحبة.
أمراض القلب والسكتة الدماغية
يؤدي ارتفاع مستويات الحمض الأوريك في الجسم إلى حدوث التهابات في المفاصل و انحلال الحصوات الصغيرة في الكلى، مما يؤدي إلى إصابة الأوعية الدموية و اضطرابات القلب والأوعية الدماغية.
الربو والإكزيما والتهاب المفاصل الروماتويدي
يمكن للنقرس الكاذب المصاحب للاضطرابات وراثياً مثل الإكزيما والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأيضاً يؤدي النقرس الكاذب إلى زيادة نسبة تعرض المرضى لأمراض الصدر مثل الربو.
العواقب النفسية والاجتماعية للنقرس الكاذب
الأثر على الحياة الاجتماعية والمهنية
تؤثر حالة النقرس الكاذب على الحياة الاجتماعية والمهنية للمرضى، حيث يشعرون بالاحتقان والانطواء عن الآخرين، كما يعانون من قلة الثقة بالنفس والشعور باليأس، ما يتسبب في تراجع أدائهم في مجالاتهم العملية والاجتماعية، مما يؤدي إلى التغيير في أنماط حياتهم.
التدابير النفسية والعاطفية للتعامل مع النقرس الكاذب
للتعامل مع النقرس الكاذب، يجب على المرضى الحرص على العلاجات المناسبة واتباع نظام غذائي صحي للحد من الانتكاسات، كما يمكنهم ممارسة بعض الأنشطة البدنية التي تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر، ومشاركة الأصدقاء والعائلة في النشاطات الاجتماعية والتخفيف من العزلة.
وبخلاف ذلك، يمكن أن يكون الاحتفاظ بمذكرات يومية وتسجيل الأشعار الإيجابية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحيحة والداعمة هي جزء من الاتجاهات النفسية الإيجابية التي يمكن للمرضى اتباعها لتحسين جودة حياتهم.
خلاصة
أهمية الوعي بالنقرس الكاذب
يعاني المرضى المصابون بالنقرس الكاذب من آثار كبيرة على الصعيد النفسي والاجتماعي، مما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية وأدائهم العملي والاجتماعي. وتتطلب معالجة هذه الحالة التدابير النفسية والعاطفية الملائمة، بما في ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الأنشطة البدنية لتحسين المزاج والتخفيف من التوتر. ويمكن أيضاً مشاركة الأصدقاء والعائلة في النشاطات الاجتماعية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية.
من المهم أن يكون هناك وعي كافٍ بالنقرس الكاذب لتحسين جودة حياة المرضى وتقليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية التي يمكن أن تنتج عن هذه الحالة. ويجب على المرضى العمل مع الأطباء والمختصين لضبط الحالة واتباع العلاجات المناسبة، إلى جانب تبني ممارسات الرعاية الذاتية والتدابير النفسية الإيجابية التي يمكن أن تساعد في إدارة الحالة بشكل أفضل.
من خلال الالتزام بالإجراءات اللازمة والحفاظ على نمط حياة صحي، يمكن للمرضى المصابون بالنقرس الكاذب تحسين جودة حياتهم والتخلص من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية لهذه الحالة.
اقرأ المزيد: